22.4.14

الضوضاء الكونية



بعد مدة سكوت طويلة..بتقرا كلامك وتكتشف إن روحك بتدور حوالين نفس النقطة لما بتكتب في النوتبوك.. الكلام بقى متكرر بصيغ مختلفة بس في الواقع هو هو.. 

الحكي على الورق ساعات بيبقى ممل، ساعات بتفتقد حد قاعد أدمك يسمع، يقرا إنعكاس عينيك لما بتضحك، يلحقك قبل ما تعيط، يقول كلام أنت عارفه ومتأكد منه وتختار تصدقه.. فيه كاتب مشهور -مش فاكراه دلوقتي- كان بيقول لما تيجي تكلم بنت ركز على اللي بتقوله بعنيها مش بس بلسانها..

في الفترة الأخيرة بقيت حاسة إني مش محتاجة أكتر من كده..حد أقعد معاه أحكيله إني ف كل مرة كنت بتخيل إني وصلت للآخر في أي حاجة في حياتي.. ألاقي العالم بيفاجئني بحاجات تانية متوقعتهاش فاخرج من حالة الزهد لحالة جديدة وشغف بكل حاجة معتادة.. فالقهوة يرجع ليها طعم.. النسكافيه ميحتاجش أكتر من 5 مكعبات سكر عشان يبقى مظبوط، الخروجات فجأة تبقى ملائمة جداً إني ألبس فستان وصندل في شوارع القاهرة..ركنة العربية تيجي من أول مرة والحياة بتبقى لطيفة جداً لأنك بتعمل حاجة جديدة أو بتكتشف بُعد من المشاعر الإكستريم المفاجئة..

محتاجة أحكي لحد عن الأفكار اللي بتسيطر عليا مرة واحدة ، عن الضغطة المحترمة ف المخروبة ، الإلكترونكس، المشاريع، الويفز، قلة الوقت ، الحياة اللي احنا مش عايشنها والحياة اللي سالفينها من ناس تانيين لحد ما نلاقي حياتنا..

احكي عن الناس اللي مشيوا، بيمشوا، هيمشوا.. وأتظاهر إني تلاجة مش فارق معايا، أعمل نفسي راهبة متقبلة كل اللي يجيبه ربنا حتى الفراق ! بس أنا مش راهبة ومش بعرف أكدب ومش بحب الناس تمشي وتنسى وتفوتني زي كرسي خشب عتيق مرمي في ركن الأوضة .

هشتكي كمان من الوضع الحالي اللي حاسة إني جوا حلّة بريستون الضغط والحرارة عاليين فيها ومش عارفة أخرج منها..
كان عندي اتنين صحابي من مدة ميعرفوش بعض بيكلموني عن إحساسهم إنهم كبروا اوي ومعملوش إنجاز حقيقي في حياتهم.. وارجع أقول لنفسي زي ما بقولهم.. "احنا لسه صغيرين حتى لو مطلوب مننا نكبر فجأة عشان نتعايش ف العالم ده"..
بطريقة ما هما عندهم حق، وأنا اللي المفروض أكبر بقى.. بس أنا مش مستعدة أكبر.. ومعنديش لحد دلوقتي إنجازات كبيرة ولا خطوات حقيقية ناحية الحاجة اللي عاوزاها اوي لأني عاوزة حاجات كتير ف نفس الوقت وده بيقولوا إنه مينفعش ومش هيوصلني لأي مكان!

هحكي عن إحساسي بالهشاشة وكتماني ده عن أغلب الناس.. عن إني مسكت نوت قديمة لاقيت فها 35 حاجة كان نفسي أعملها.. من يومين عملت حاجة مهمة منهم لما وقفت على الاستيدج واتكلمت.. جبت منين الجرأة معرفش! كانت موجودة في مكان ما جوا جايز أو استلفتها سيكا وجيه الوقت اللي هتروح فيه عشان -للأسف- بحب الكمفرت زوون بتاعتي رغم حبي للمغامرة والجري في كل حتة زي الفرقعلوز.

هحكي عن الناس اللي بتحتاج حاجة مش عندها -معنوية- فبتبدأ توزع الحاجة ديه من عندها على الناس اللي حواليها لحد ما مخزونها يخلص.. ساعتها ايه اللي هيحصل ولا حاجة! عيدان الكبريت المحروقة لآخرها مبتولعش..ولا حتى عشان تدفي نفسها.

وأحكي عن رغبتي To be somebody's first choice..


عاوزة أحكي عشان ساعات لما بتحكي لحد باصص ف عينك بتلاقي نقط مشتركة.. حد مر بنفس اللي مريت بيه، جزء منه، تجربة تانية مشابهة بشكل كبير.. محتاجة حد يكون عدى بده كله.. لما احكيله يسمع ويتعاطف ويقول لي إن كل ده بيخلص وبنلاقي نفسنا واقفين في موقع أحسن في النهاية.. هذا كل ما في الأمر.