28.3.14

بوست دمه تقيل


في عينيكِ
أنهارٌ جارحةٌ
من صراخٍ
وتعب،
أمطارُكِ قانية

..............................

العالم صاخب بدرجة تفوق الاحتمال.. يصاحبني الإرهاق طوال الوقت نتيجة لركضي في جميع الاتجاهات بقوة حتى لا تقع من يدي الأشياء الهامة..أستيقظ مبكراً أكثر مما يجب، أملأ حقيبتي كل يوم بالأشياء الصغيرة حتى لا أتناساها .. تعلم القصاصات الصغيرة، الأحلام التي لم تعد تناسبني، الذين رحلوا، فرشاة أسناني القديمة، الصور، الكثير منها وبالونات الهليوم المليئة بالرماد الناتج عن بقايا إنهيارات أبراج توقعاتي المرتفعة طوال الوقت والمتسببة بخذلاني حد النخاع..أملأ الحقيبة حتى حافتها رُغماً عني بالأشياء عديمة القيمة وأحملها بكل أحاسيس المسئولية التي أمتلكها وأسير هكذا بلا صوت...

لا أعلم كيف أصير أكثر خفة وأنا ملزمة بتلك الأمور.. كيف تتخلص من ذاكرتك وتتخطى إيلام الواقع المتعمد لك ولجميع من تحبهم..؟!

....................


"The story of our evolution is the story of what we leave behind".



.................................


لو كنا لا نبالي بصدق لتركنا العالم ينهار حولنا، أغلقنا أبواب القلعة متحصنين بالهدوء وجلسنا نستمع لموتزارت، نقرأ لهيمنجواي ونتراقص فوق أنغام دين مارتن وأندريه بوتشيلي..
لو كنا أقل إيماناً بحلم الخلاص الجماعي لكانت احتمالية موتنا منتحرين أقل قليلاً ولم نكن لنتنازل عن مكتسبات لم نحصل عليها يوماً.

بدلاً من ذلك أجدنا نبالي-مجبرين- نركض بشدة خلف أصوات الصراخ لمداواة قلوب الآخرين.. وماذا عنّا؟ آه نعم لقد نسيت لا يكترث التاريخ بالأشجار والموتى ولّا حتى بنا.. لسنا مؤثرين أو على تلك الدرجة من الأهمية..فلماذا نحمل الهم العام معنا في أسرتنا ليلاً!

.........................

  
اخترعت حبك كي لا أظل تحت المطر بلا مظلة.
زوّرت لنفسي برقيات حب منك!
اخترعت حبك كمن يغني وحيداً في الظلام
كي لا يخاف.


أفتقدك كثيراً وأظل أُجمِّع الأشياء التي تفوتك لأننا لم نلتقي بعد.. كنت أسخر يوماً من الفتيات اللاتي ينتظرن قدوم أحدهم لينقذهم والآن أصبحت أشبههم كثيراً .. الفارق أنني لا أريد أحدهم ليعتني بي ، فقط أرغب بإضفاء القليل من الحُب والاهتمام والسعادة اللامتناهية على الأيام الرتيبة القاتلة للأشياء المتسمة بالجمال بداخلنا.. انطفأ الضي والشغف، قُضي الأمر ولا استطيع إعادته..

لا أخفي عليك..أحياناً أفكر بما يفوتك في حياتي الحالية ..من يعلمّ ربما أنضج سريعاً ولن تراني أحادث الأشياء بكل عفوية فأعتذر للهاتف عن إيقاعي له أثناء غلق المنبه في الصباح.. أو لقدمي لعدم اهتمامي بالشد العضلي الناتج عن كثرة المشي والأحمال..لن تراقب ابتسامتي المتسعة حينما ألمح فرشاة أسناني الأتوماتيك كأنني رأيت شخصاً محبباً عاد للتو من رحلة سفر سنوية.. لم تراقبني أقف لأعيد شرح جانت تشارت بتمكن شديد واقتناع تام بأهمية تنظيم الوقت .. تنظيم الوقت أمر جيد وانتظارك كذلك رغم اتسامه بالسذاجة المتناهية فالأمر يبدد الوحدة كثير من الوقت.

.............................