8.2.14

هاتيلي شي مازورة.. شوفيلي القصة شو طولا!



أفعل جمع الأشياء ببطء.. أمشي ببطء، أتنفس ببطء، أتكلم ببطء، أبتسم ببطء..خشية تحرُّك أحد الأشياء الهشة بداخلي وتهشم المزيد.كل ليلة أغمض عيني برفق، خشية أن أطبقها سريعاً فاستيقظ فزعة بالسرعة ذاتها مكتشفة تغيُّر شيئاً ما للأسوأ مهما بلغ صغره.
يراوغني التعب يومياً من كثرة الركض..فأربت على قدمي المتألمة من الأحذية المرتفعة وعلى كتفي الذي لا يشكو الأحمال..أضع رأسي ببطء أيضاً فوق الوسادة، لا أبكي، أسحب خصلات شعري للخلف وأتمنى لو كان لدي ضفيرة يتعدى طولها بالكاد الخمسة سنتيمترات.. ربما يصبح الصديق الذي يخبرني أني "أم الضفاير" أكثر سعادة دون أن يدري، فقط لأن أمنيتي اليوم تذكرني به و تتشابه مع وصفه..ربما يتركني أجلس بجواره وأربت على كتفه أيضاً من الجرح الذي تسببت به دون قصد..

لدي محادثات عديدة عالقة في أجزاء قلبي، تتضمن البكاء، الحب، تمني ليلة سعيدة، أشوق، صراخ، ضحك، ازعاج، عتب، غيرة..وتفاصيل صغيرة..
ثمة أسئلة لن تتردد كيف أنت بدوني؟ ماذا فعلت هذا المساء؟ متى سأراك؟ ولماذا لست هنا الآن؟
تلومك ذرات عقلي وقلبي وتتوقع اعتذار لم يأتِ فأزداد غضباً وأكتم المزيد من الأسئلة وأفقد شعاع أمل ويقين بك .

كنت أذكر ما أخبرتها به  أول الأمس بأني قوية كما أنني أثق بالهشاشة لأنها أجمل ما فينا..بدوت أكثر قسوة وتعقلاً مما أعرفني.. بعد أن تحول الواقع لشخص قاسٍ بيدٍ حديدية، كورها وتمعن في إصابتي بلكمة أسفل بطني بلا رحمة..حاولت ولم أستطع صدها ، فلجأت لتعلم قواعد اللعبة إضطرارياً، اللعبة التي ستجعل مكانك دائماً فارغٌ بجواري.. واللعبة التي ستجعلني ف المكان الذي تضعني به الحياة دائماً.

أول أمس كنت أُصرح بأني لم أعد أخشى شيئاً في الحياة.. وهذا أمر مخيف في حد ذاته لأنني دوماً أخشى الأشياء كل الأشياء والأشخاص والزمن..
تستغرب.. :"حتى الموت؟!".. ولا أجيب .
الليلة..تخبرني أمي عند عودتي بإصابة جدتي بأزمة قلبية فأهمس لنفسي في صمت.. "لأ..لسه بخاف اللي بحبهم يموتوا".
لا ينتهي اليوم وانتهيت.. ببطء أيضاً.


...........
العنوان من أغنية "يا مرايتي" في محاولة يائسة للكتابة مجدداً أثناء النوم