27.2.14

قصة قصيرة مش شرط تكون حزينة


شابتر 1 :

كان فيه مرة بنت.. شبه هيباتيا.. عبيطة زي نفسها لأن مفيش حد عبيط زيها..في أُلفة وتلقائية ميج رايان في يوف جات ميل.. مش بتثق في الناس بسهولة..مبتخفش من الضلمة لما النور يتقطع وبتكره الضهرية..من صغرها مامتها بتقول عليها مستقلة، حتى في اللعب.. مكنتش بتستنى حد ييجي يلعب معاها، كانت بتعمل كل حاجة لوحدها، بتبسط نفسها بنفسها ، بتكلم العرايس والحيطان وتتصاحب على الفراشات البيضا فوق السطح عندهم..وتسقي شجرة الياسمين وتستناها تطرح كل يوم بالليل عشان تعمل عُقد الفُل وتعلقه في شباك الأوضة الكبير بتاعها.

كانت مصدقة في الأحلام وفي الولد اللي هييجي يضمها ليه لحد ما تستكين.. طول الوقت كانت بتفكر إنه لما ييجي هيشيل كل الوحشة اللي جواها.. عمره ما هيسيبها لوحدها ..كانت فاكره إنها خدت نصيبها في الوحدة وهتعوض كل ده بونس حد واحد.. حد واحد وبس..لما الحد اتأخر..بدأت تفكر نفسها سخيفة جداً وحالمة زيادة عن اللزوم.. قفلت على بابها بكل الترابيس المتاحة وقعدت تقرا في كتب وتشوف أفلام حلوة بفرحة دايماً ناقصة عشان مفيش حد تشاركه وتقول له إن الأغنية ديه حلوة ، مكنش فيه حد يرقص معاها من غير مزيكا، ويسمع معاها دين مارتن، ولا يوعدها بالأبدية.. يوم ورا التاني بدأ اليأس يتملكها وفقدت ايمانها بالونس.. الدنيا بدأت تسود.. فقدت جزء من مرحها ودمها بقى تقيل سيكا وكل الناس بقت تشوفها مطفية مش زي زمان!

..

شابتر 2 :

في يوم ولد جيه خبط على بابها بعد ما كانت متربساه.. طبعاً عمرها ما كانت هتفتح لحد غريب.. فضلت قافلة وهو كان مصمم بكل الصور الممكنة يوصل لها..لدرجة إنه بدأ يتسرسب من تحت عقب الباب عشان ديه الطريقة الوحيدة لدخوله..صدته، زعقت له، جريت، خافت، استخبت.. عملت كل الأفعال الممكنة عشان تهرب وكانت بتلاقيه في كل حتة بيحارب عشانها.. كان بيقول لها دايماً متحكمش على أي حاجة قبل ما تجرب وإن مفيش حاجة هتخسرها.. بدأت تسلم بشويش والفرح يسكن قلبها..وتآمن إنها أخيراً لاقت الحد اللي هيونس روحها.

..

شابتر 3:

بقوا شبه بعض.. اوي
بيسمعوا نفس المزيكا، بيتونسوا بسكوت بعض.. بيحضنها بعنيه بحنية وهي بتقف معاه في كل خطوة عشان تشقر عليه حتى لو وراها بلاوي متلتلة 
بتزعل من الدنيا فتروح له تطلب حدوتة او غنوة وهي عارفة انه ولا بيعرف يحكي ولا بيغني بصوت عالي..كل حاجة كانت مكتملة.. روحها كانت منورة والحياة كانت بتبتسم لأقصى حد

مين كان ممكن يتخيل إن كل ده يختفي في لحظة بسبب قرار غبي؟ 
ازاي هي مفروض تقتنع إن الحب مش كل حاجة..وإن الواقع بيوجع وإن اللي بتحبهم ممكن يمشوا عادي من غير تبريرات تقنعها وتساعدها تنضف جرحها قبل ما تقفل عليه وتسيب الوقت يقوم بالباقي؟!

...

شابتر 4:

كان صعب كل ده يعدي..بس عدى
البنت كانت قوية كفايا، اتعلمت ازاي تمشي وتسند نفسها، رجعت تاني متخليش حد ياخد باله منها وبطلت تاخد بالها من الناس اوي وتوقعت المشيان في أي وقت.. الفوبيا قلت.. حبها للحياة وشغفها بالناس قل.. كل حاجة فيها بقت تقيلة ومبقتش مرحة نهائياً..

بعد منطقة الأمور ايه اللي ممكن يحصل؟
لو الولد كان بيحبها بجد يبقى هيرجع.. لو الولد مكنش بيحبها بجد هيروح يحب واحدة غيرها ويتسرسب عشانها من تاني.. أو الولد كان يموت وده هتبقى نهاية مأساوية لجميع الأطراف ..بلاش منها ديه

...

شابتر 5:

الولد رجع.. رجع وهو ماسك الدنيا في كفه ونفسه يقدمهالها.. الحقيقة إنها مفرحتش.. فضلت تعاني لوحدها كل يوم وهي بتفكر ترجع ولا لأ..فضلت تبص للبصلة وهي بتقول لها متعيطيش..فضلت تفكر لو الحب لوحده كفايا عشان يصلح الدنيا مع إن ده آخر درس علمهولها إن حبه مش كفايا ولا حبها.. وفضلت تفكر الوقت اللي فات ده كله هيتمسح ازاي جوا عقلها؟..

استنت تلاقيه هنا لحد ما تعرف تصلح مكانه جواها، تصلح صورته المشوهة الانهزامية اللي بتمشي مع اول خبطة ومبتحاولش.. الشخصية الطايشة اللي مش عارفة الحياة بتتقاس ازاي..اللي مبتملكش غير نص ذاكرة ونص قلب ..معرفتش تتجاهل إنه وقَّع حاجات كتير حلوة كانت بتحبها فيه رغم إنها لسّه زي ما هي والدنيا خبطت فيها يمين وشمال وبنفس عبطها وروحها بس كبرت شوية ..

الحقيقة اللي استوعبتها من الأول انها مكنتش بتحبه. كانت بتحب الحد اللي كان عليه .. بس هي برضه عشان عبيطة كدبت صوت الحكمة والمنطق ومشيت ورا قلبها بكل حذر.. اتمسكت بطرف أمل واهي هتسيبه بعد أول 5 خبطات بالتمام والكمال بعد ما قررت إنها مش هتسمح لنفسها تحس تاني إنها بتحاول لوحدها وبتحارب لوحدها وبتتعور لوحدها.

مخدتش نهايتها السعيدة مع إنه رجع عشانها، مخدتش غير شوية خذلان جداد، وده طبيعي عشان صدقت إنها استثناء لكل القواعد اللي قالت إن تكرار التجربة بعناصر أقل فاعلية عمره ما هيخليها تنجح...

...

خاتمة:

عزيزتي البنت الجميلة/ اللي فات مش بيرجع ولا اللي ماتوا كمان..استني النهاية السعيدة ولو مجتش
 اقفي في الصف مع البنات اللي بيناموا معيطين، بيصحوا كل يوم بالعافية شايلين خيبات كتيرة بيرموها مع أول محاولة من الكون للتصالح معاهم، واللي مصدقين إن أكبر الخيانات الخذلان، واللي بيحاربوا وبيسندوا نفسهم، واللي بيصنعوا الانبساط وبيحاولوا يطبطبوا ع الموجوعين، البنات اللي بيحلموا وبيستنوا وبيصبروا...
اقفي معاهم واعرفي انكم هتروحوا الجنة بأرواحكم اللي متلوثتش ببشاعة التانيين الأوغاد اللي مروا بيكم ومفكروش فيكم لثانية