3.2.14

أي هري


مرة معيد ستراكتشر قال لي : "المهندس أول ما بيلاقي تورشن ستريس على أي مبنى بيسيب كل اللي في إيديه ويمشي".

أنا عندي تورشن ستريس على قلبي بالظبط .. ده بالإضافة للخرم-البلاك هول- اللي بيسحب النور والانبساط .. جايز ده مخليني زاهدة في كل الناس وكل حاجة في الكون ،مخليني ساكتة زيادة عن اللزوم، وعقلي بينكر كل اللي بيفكر فيه..
أو جايز ده مش السبب !

بس اكتشاف حقيقة إننا مش عيال مطلوب مننا نضحك في وش كل الناس ، نبص للنص المليان ،و لما الحياة تدينا ضهرها نروحلها من الناحية التانية..
وحقيقة إن الناس اللي بتكدب هتفضل تكدب، اللي بتخذلك هتتمعن في تكرار خذلانك ، الناس اللي محاولوش مرة مش هيحاولوا مرة كمان مهما جربوا يقنعوك..ديه حقايق كفيلة إنك ترمي وش التمثيل وتتحول للنسخة الحزينة الخايفة الصريحة..
ده كفيل إنك لما يجيلك رسالة خذلان ووعد مكسور من جديد بإنك على أقل تقدير مش هتروح زعلان النهارده، فتلاقي نفسك -رغم كل محاولاتك لعدم الزعل وأخد الموضوع ببساطة - بتعيط في المترو أول ما صحابك يمشوا..
وبتتمنى لو استجبت لدعوات القعاد لوقت أكتر مع الصحبة، أو على أقل تقدير لو لاقيت حسام بدأ خطة توزيع الورد على البنات اللي بتعيط في المترو، جايز ده يساعد على الصمود.

الحياة قميئة ومزرية وأنا لا أعطي تباً غير لقلبي عشان مش عارفة اسيبه وامشي !

..........................


.........................

اقنعني إن البنت اللي كانت لابسة فستان أزرق الصبح من جواها مش مبسوطة / الوجع بيولد القسوة /الكلام بيتكتب مكسر/كل حاجة عبار عن يأس وغربة/ اللامبالاة مش طبعي/مينفعش أبقى صريحة أكتر/ مينفعش أقول لحد أنا عاوزة ومحتاجة حاجة والحد ده ميستوعبش ولا يفكر إن ده اللي انا فعلاً محتاجاه/مينفعش أحاول أكتر/أنا بستسلم تماماً.. ومش آسفة/ لو جيت كل حاجة هتبقى كويسة/ لو جيت الحزن هيمشي/انت مش موجود في الكون بتاعي وخطوطنا لسه متقاطعتش/أرجوك متسيبنيش استنى كتير/يارب المزيد من اللطف في القضاء وال"طبطبة"/جايز محتاجة متبقاش الحاجة الأخيرة المرمية على جنب لوحدها/ I don't like you, i guess i just like the idea of you.

.............


الانتظار نوعين تلاتة كده..

انتظار الحب غير انتظار الوجع..
في الأولانية الوقت بيعدي بسلاسة وهدوء واطمئنان وسعادة فائقة..إحساسك بإن فيه حد كمان مستني في الطرف التاني من السماعة بنفس الشوق واللهفة .. انتظار الحب بيخليك أخف وأحلى.. الضي اللي في عينك بينور لما تيجي رسالة أو الموبايل يرن لما بتشوف حد أو يجيلك مفاجأة.. انتظار الحب سلام.

النوع التاني.. ده طعمه عامل بالظبط بالنسبالي زي الموتيليوم الشرب أو الفلاجيل بجميع أنواعه وحالاته ..المفروض إن الموتيليوم بيهدي المعدة من اضطراباتها.. بس الحقيقة إنه بيزود شعوري بالغثيان.. والفلاجيل بينفذ أثاره الجانبية بتمعن شديد في تعذيبي طول فترة العلاج..

عمري ما كنت بعرف استنى.. مواعيدي مظبوطة وصبري قليل.. دايماً بسبق خطوات..
بس اللي مخدتش بالي منه قبل كده إن فيه حاجات متستحقش نستناها.. فيه حاجات هتخليك أكتر حماقة من الراجل اللي بيخطفوا عربيته في الأفلام الأجنبي عشان يطاردوا الأشرار وهو ملوش في أي بتنجان .

..............



عارف.. مش الحلو إنك تصور صورة فيها ناس باصينلك وبيضحكوا..
بنبهر بالصور التانية.. اللي الناس فيها بيفكروا فيكشروا ونظرة الجد تترسم على ملامحهم، لما عينيهم بتضيق وهما مركزين ويبدأوا ياكلوا ضوافرهم أو شفايفهم.. زي الناس اللي بتبتسم وهي عينيها مدمعة وباصين لولا حاجة.. زي النظرة اللي بتشوفها وادامك اتنين بيلعبوا شطرنج.. أو نظرة الحب من بعيد.. 
الناس هنا بيبقوا حقيقيين أكتر..بيبقوا حلوين اوي.. فاهمني؟


....................

وفي آخر اليوم.. أنت ملكش غر نفسك.. نفسك وبس
متسيبهاش لوحدها أبداً.