4.11.13

حدوتة



كان ياما كان.. كان فيه مرة بنت طويلة شعرها قصير، كان كابس عليها النوم فشخ والحدوتة ديه بتتحكي وصعبان عليها نور اللابتوب اللي مش بينام بسببها ..كانت بتخبي جناحاتها في الدولاب عشان الأقزام الغلابة اللي بيخافوا، وبيجروا يستخبوا في الدواليب لما الدنيا تبهوق عليهم، اللي بيكابروا ومبيقلوش إنهم زعلانين وبيمصوا جواهم كمية لا بأس بها من الدموع ، جايز يلاقوا حاجة تنفعهم ويفضلوا يعدوا عليها من بعيد لبعيد ، جايز يحسوا نفسهم أخف..

البنت ديه بقالها يومين بتصحى مخضوضة وبتحلم أحلام مرعبة فاكرة تفاصيلها مشهد مشهد ،زي مثلاً إن الولد اللي بتحبه بيقولها إنها وحشته وإنه دلوقتي بيحب بنت تانية - أكيد مش أحلى منها - اسمها إليسا .. ده اسمه كلام يعني الأسماء أختفت من الكون ومتبقاش غير إليسا!!

لو عملنا فلاش باك على أحداث الحدوتة - مما يرجح كونها فيلم قصير مش حدوتة - البنت من مدة قررت تمشي في الغابة عشان توصل لمكان فيه الأمنيات بتتحقق .. لأنها عاوزة تطلب حاجات صغيرة، زي إن شعرها يفضل قصير، متبقاش تعبانة طول الوقت، تحب الناس عادي من غير ما تتعلق بيهم اوي، تلاقي مكان لركنة العربية في الزمالك، تسافر سانت كاترين السنادي، وتتعلم شوية تعاويذ كدهوت عشان تساعد صحابها وقت الزنقة ومتحسش بالعجز قدامهم أبداً...
وفي طريقها وسط الغابة بتبص حواليها اكتشفت إنها مش عارفة الطريق بالظبط، مع إنها عمرها ما بتوه حتى لو شكت إنها تاهت، إحساسها بالأماكن أقوى من إحساسها بالتفاصيل..
وهي ف السكة نسيِّت لوهلة إن في الغالب لما الناس بتضيع في الغابة بياخدوا وقت طويل عشان يكتشفوا انهم "تايهين" ، فـ بيفضلوا يقنعوا نفسهم إنهم بِعدوا سيكا عن الطريق وسهل يرجعوا تاني لطريقهم الأساسي/الأولاني/المظبوط في أي وقت هما عاوزينه، وبعدين تعدي ثانية ورا التانية ويحسوا إن الوقت جيه أخيراً للاعتراف إنهم تايهين.. ومش عارفين حتى الشمس بتشرق من أنهي شرق ؟!

أول ما تاهت في الغابة لاقت موبايلها بيرن.. وكانت الجنية رقم واحد (أيوه فيه جنيات كتير في الحدوتة)، الجنية قالتلها أنتِ ازاي عارفة تمشي وأنتِ حياتك مليانة فوضى كده؟ و فضلت تكلمها عن حاجات حلوة وتطلب منها ترمي شوية الأفكار السودا اللي بتتقلها عشان الدنيا تنور وتشوف كويس، الجنية الأولى متخصصة في الونس ومشاركة الوجع فالبنت حست إنها مش لوحدها من مدة معقولة ومسكت في الجنية وقالتلها متمشيش.. شوية كده 
بس الجنيات دايماً وراهم حاجات أهم تتعمل.. فمشيت
ورجعت البنت لوحدها لوحدها
الدوشة زادت والأحلام البايخة طولت..البنت بتكابر ومبتطلبش مساعدة.. لحد ما هووووووب الأفكار مسكتها.. هنا قعدت تعيط عشان مش عارفة تعمل حاجة تانية..
وده أكيد استمر لحد ما الجنية رقم 2 ظهرت.. الجنية رقم اتنين تخصص ألوان.. بترسم كارتون وبتعمل أساور وأوريجامي وضفاير حلوة اوي للشعر.. سمعت صوت عياط البنت من آخر الغابة فقررت تروح تشوف مالها..
لما البنت شافتها معرفتش تسكت أكتر.. حكتلها عن الجني الطيب وهي بتعيط، قالتلها إنها مش عارفة تتكلم مش عارفة تحس ومش عارفة تفهم نفسها..وهو مش بيساعد هو بيشدها من ودانها وبس، فاكر إنها مبتتوجعش عشان مبتقولش إنها موجوعة، فاكر إن كل القشرة ديه بجد.. جايز هي غلطانة.. أكيد هي غلطانة بس هو كمان مش من حقه يوجعها ويرجع يسألها اتوجعتي ولا لأ، هي كمان مش فاهمة وده بيعذبها بشكل محدش شايفه، بيعذبها أكتر منه عشان صورتها اتكسرت أدام نفسها، بس هتعمل ايه يا حضرة الجنية رقم 2. بتلصم نفسها وتمشي خطوة بخطوة عشان توصل!
ولما سكتت لوهلة وبصت للجنية عشان تقولها الحل.. فجأة الجنية بصت لها بعنيها الواسعة الحلوة ديه وقالتلها" قَصة شعرك حلوة اوي" 
فالبنت ضحكت.. ضحكت اوي زي ضحكة قبل نهاية العالم..اللي بتطلع فيها كل زعل ونكد وتحول الدموع المكتومة لبخار مايّه هيزول في النهاية، وبعدين طَلعوا ألوان وغرا تقيل محتاج اسيتون عشان يبقى خفيف زي المانيكير وقعدوا يعملوا بحر وسمك العالم بتاعه بينحصر في بلورة نص قطرها 4 سنتي مليانة سائل أتقل من المايّه.. قبل ما وقت الجنية يخلص وتمشي برضه!

دلوقتي هي لوحدها ابسولوتلي و كومبليتلي.. بتعيط وتضحك وتقول لنفسها "هاو سيللي!"
 غضبانة وزعلانة ومش فاهمة ايه اللي بيحصل، وده مخليها مضطرة تستوعب حاجات مش منطقية بالنسبالها.. وبتحاول تكتشف هي تستحق الطبطبة اللي ربنا باعتها في صورة جنيات ولا لأ..