12.4.13

عن الأروح الخفيفة


عارف الأروح الخفيفة ،
اللي لما بتحس نَفسك تقيل وروحك مش شايلاك بتروح عندهم ،
عارفهم؟
اللي خطواتهم فوق طريقك مبتوجعش
ولا بتسيب علامات كزالك،
الناس اللي بتدخل قلبك بتسيب ديكوره مترتب
مبتغيرش الأساسات عشان لما يمشوا.. قلبك ميتكسرش
الناس..اللي معندهمش أي مشكلة تحكيلهم تفاهات وشوية هراء
بيسمعوك في كل حال مش تأدية واجب ، لشيء أصلاً مش واجب
بيسمعوا عشان عندهم وِسع وبراح جواهم
يشيل مليون بني آدم في نفس اللحظة
من غير ما يحسسوك بالخنقة..
هما الناس اللي بياخدوا بالهم انك غايب ، او بتمر بوقت صعب 
أو بتحاول تنفي وجودك من على وش الأرض
فبيعدوا عليك يدفوك بنورهم ويمشوا
الناس دول غالباً مش بيطولوا في حياتنا
وغالباً دول أكتر ناس بخاف أبطل أؤمن بوجودهم في الكون.

.....



بقالي مدة بسأل كل اللي أعرفهم أو أقابلهم ، ايه اكتر حاجة نفسك فيه من أعماق أعماق أعماقك.. بقعد اسمع رغباتهم وكل مرة بكتشف إني مفتقده الرغبة الجامحة زيهم.. يعني أنا عاوزة حاجات كتير اوي مستحيلة..لمّا النهارده السؤال أترد لي ،معرفتش أرد، وقررت أحكي عن الأمنيات اللي نفسي فيها بدون ترتيب :

- نفسي أمشي باصة للسما من غير ما أخاف أتكعبل عشان الأرض مليانة حُفر..

- نفسي أمشي بالكاميرا في الشوارع أصور الناس من غير ما حد يخاف مني ويبص لي البصة الغريبة بتاعت "اوعي تلعبي في الصور بالفوتوشوب" !!

- نفسي أرغي وأرغي وأرغي واطلع جوانياتي للناس عموماً من غير ما الفكرة الوحيدة اللي تسيطر على دماغي إنهم هيمشوا أو على أقل تقدير هيموتوا..

- نفسي أبقى متأكدة أنت فين دلوقتي..مبسوط ولا لأ.. بتراقبني من عندك..بتزعل لما بكتب عنك ..عارف اني بخاف اكتب عنك وبحاول اتخطى عقدة الموت والحديث عن الموتى وأجيب سيرتك عادي زي الناس التانيين..

- نفسي آخد قُطة أربيها عندي في البيت.. وماما توافق وأحمد ميهددنيش انه هيرميها من البلكونة او هيحرقها أو هيسيب لولو تجرب عليها الأدوية عملي.

- نفسي نروح عند ميدو ونشوف البنت اللي شعرها أسود و بتشرب سجاير ومديانا ضهرها، هنصورها تالت (مفيش كلام) وهي مش واخدة بالها..ونركز مع الكابلز اللي خيالنا اخترع لهم قصص خيانات زوجية لا تُحصى قد تكون حقيقية على الأرجح، أو المرأة الباريسية في منتصف العمر اللي كانت لابسة أحمر وهاي هيلز.. هنعيد مشهد شوشو وهي قاعدة بتدفى على رجليا من البرد ، ونظرتك وانت مشمئز من فكرة وجود قطة في المكان .. :)

- نفسي في يوم طويل من التوهان في اسكندرية لما يكون مش معاك غير GPS ، بحيث نتوه براحتنا بس نعرف احنا في انهي territory فمنلاقيش نفسنا في حلايب وشلاتين مثلاً.

- نفسي أجيب فُستان أو جوب جديدة ويكونوا تماماً زي ما بتخيلهم في عقلي.

- نفسي أعرف اجابات حاسمة للأسئلة اللي بتزن طول الوقت في دماغي ومش بلاقيلها إجابات، وبدور وبحاول وبرضه بقف عند نقطة مش بفهم "طب وبعدين ايه الإجابة الصح؟"..

- نفسي في ضمانات عشان أبطل أخاف من حاجات كتير ومن الناس بالذات.

- عارف.. لو كنت عارفة ان الحياة قميئة ومزرية كده من غيرك ..كنت اتمنيت من ربنا يوديني معاك..نفس السكة.. أياً كانت الوجهة الأخيرة..كنا هنبقى كويسين غالباً.

أنا كويسة عندي هنا وبحاول اتجاهل رغبتي اللانهائية، إنك في أحد الأيام البائسة اللي بمر فيها تظهر في حياتي وتطبطب عليا وتقولي معلش..مع إن ده مستحيل ، بس آي كانت هيلب ات..العيال بقى ودماغهم الناشفة..

- عارف الرغبات الكتيرة اوي اللي نفسي فيها ،لما عديتهم أكتشفت إن المشترك فيهم إنك "تكون هنا" ، عارفة ان الرغبة ديه عبار عن "أكبر اكليشيه متكرر في تاريخ السينما.. والحياة كمان ".. بس هو بجد.

- وتاني رغبة بعد ديه.. إني أرجع أشوف الحاجات الحلوة.. حلوة زي ما كانت ،وأكتشف أماكن جديدة ترجع لي روحي زي النهارده كده..

.................


الصورة من ديوان المانيفستو ،
البوست من وحي السؤال اللي متجاوبش مع نهى ولبنى
ممتنة جداً ومبسوطة و...مش هنعيط :)