11.3.13

يوماً ما سيكون لديك المساحة لحب العالم


عزيزتي /
أعلم ألمك تماماً الذي يسيطر على خلاياكِ طوال الوقت ، ما تحلمين به وتستيقظين عليه وتبكين بسببه ، أعلم أنك تفتقدينه حد النخاع ، حد فقدان روحك في ثنايا الذاكرة ، وتبحثين عنه في ماضيك أملاً ..لعله لم يكن خيالاً من خيالاتك المعتادة ، لعله كان هنا حقاً!!

لا تحتاجين لإخباري بحالات الفزع والوحشة والصعوبة في التنفس كلما حاصرك في الركن الصغير ذاته ، حينما تفتك بكِ الأسئلة والأفكار اللعينة وتتساءلين :" هل كنت جيدة بما يكفي ؟ هل فعلت كل ما ينبغي عليّ فعله؟ "

أعلم أنك 
لا تسامحين نفسك على الأخطاء الصغيرة أو الكبيرة ولا تستوعبين فكرة وجود حلقات مفقودة في الحياة ، رغم أن تلك الحلقات تملأ حياتك بالأسى ، لا ترضين بنصف إجابات فتتركين الكثير مُعلق ولا تحصلين على سلامك الداخلي بسهولة لأنك لم تحصلي يوماً على الإجابات الصحيحة .. تظلي تبحثي عن شخص ما أو شيء يمكنك التمسك به ليحميكي من شرور الكون ، ووسط الترحال تنسين أن البحر لا يصادق أحداً ، وأن الله هو الثابت الوحيد في الكون ، الذي لم يخذلكِ قط ، ولن يخذلك ، لأنه يراقب ويعتني من بعيد ، يضع الخطط الكبيرة ليحمينا من الخير كما يحمينا من الشر .
لم تتعلمي الخدعة برغم خذلانك المستمر من الآخرين  ، و تعودي لتدركي الحقيقة في كل مرة..لا أحد ولا شيء يستحق ، أنه الزُهد يا عزيزتي ، الزهد في الحياة ، الرغبة في التصوف ، في التحرك في حلقات دائرية حول المركز ، حول الله ..

ربما يجب أن تتساهلي مع نفسك قليلاً وتتوقفين عن قول "لو علمت....لفعلت.." لم يكن لكِ أن تعلمي..وقد كنتِ جيدة بما يكفي ، في الواقع كنتِ الأفضل ، يحدث أن يخذلنا القدر أحياناً ، ولا نعلم لم نصاب بالفقد ، يحدث أن تتمزق خلايا روحك بلا مقدمات ، فلا بأس ، يوماً ما ستدركين أنكِ لست وحدك ، وأني هنا بجوارك أتعاطف معكِ ، وأود لو أهديك الكثير من السلام لو امتلكته ، والحكمة إن عَلِمتها..تفتقدينه بأقصى طاقتك ، لا بأس افتقديه وأرسلي إليه طاقة نور ثم...اتركيه يرحل.


الصورة والعنوان من فيلم Eat, Pray, Love