15.2.13

صندوق


أخبرني أنني بخير ، لعلي أصدقك وينجلي كل هذا الخواء بداخلي..

لست بخير اليوم يا صديقي ، سرق أحدهم صندوق الأمان خاصتي قبل أن أشتريه، وسخر آخرون من الفكرة، فاختنقت من ثقل الأشياء التي تنتظر أن توضع في مكان آمن لا أملكه، ثم جلست لا أفعل شيئاً طوال اليوم سوى انتظارك لمعرفة هل سامحتني بعد؟

لأكن صريحة معك لم أعد أنا التي تعرفها، حتى أنا لم أعد أعرفني لكني احتويني بهدوء وصمود لم أعتقد أنني أمتلكه، ربما أفعل هذا لأن من حولي لا ينبغي أن يروني في الدرك الأسفل من الاكتئاب مجدداً، خاصة وأنا أعلم بعدم وجود من يعتني بي ويخرجني من هناك..

أتدرِ أمس هاتفت أحدهم لأقول أن شيئاً ما كسر بداخلي، أعلم جيداً ما هو الشيء المكسور، أنا من تسببت بكسره ولا أحد غيري يمكن لومه، علمت التبعات المبكرة لانكساره لكن  بدأ الأمر بالوصول لنطاق خارج سيطرتي حينما أخذت أقول أشياء لا أعنيها لأشخاص يهتمون لأجلي حقاً أو هكذا أظن، وصرت طوال الوقت حينما أُفكر ويباغتني شبح الفقد، أفزع وأخشى إخبار من أحبهم أنني حقاً أحبهم، وكأن هذا سيقلل من مأساة اختفاءهم لاحقاً..

اليوم معلن يوم الحب، واليوم بدأت أتساءل هل أشعر بالحب في الأساس؟ هل أستحق الشعور به؟ لا اعني الحب لأحدهم فقط حب الآخرين جميعاً.
لا أعلم ما الذي أشعر به، الخوف يعمي حواسي ويمنعني من التفكير..
توقع لي أحدهم أن أعود محملة بالهدايا اليوم لا أعلم لماذا ،لم أخبره بأنني لم أتحرك من المنزل ومن السرير بالأحرى ، فعلت اللاشيء باتقان أُحسد عليه ،الملل احساس سئ تجنبه قدر الإمكان ،الغد أيضاً لا أمتلك خططاً سوى لعب الشطرنج مع صديقة ستأتي لزيارتي وربما لا تأتِ ، لا أهتم ..

فجأة يبدو الناس لي جميعاً وكأنهم يتظاهرون بالاهتمام وبالمحاذاة أتظاهر بأنني على ما يرام وأتمكن من خداعهم جميعاً ، لا أدرك اليوم معنى ما يرام حتى !
أعتقد أنني سأنجو طالما لا أفكر أو أتعامل مع آخرين أود الاقتراب منهم واخاف في التوقيت ذاته طالما أحتفظ بحدود تمتد لعدة أميال ولا أتعامل بثقة.
ومع هذا لا أصدق أحد اليوم سواك، لأنك لم تكذب يوماً في وجهي ولأنني أؤمن بك كالوحيد فوق كوكب الأرض الذي لا يخذلني، فقد أخبرني انني بخير وأنك تخطيت تصرفاتي العبثية...وأنا سأصدقك

.