19.12.12

الحد الأقصى


عمري ما كانت ليا علاقة حب ملتهبة مع الحاجات الصوف باستثناء الكوفيات والشرابات والجوانتيهات ،مكنتش برتاح لأي هدوم صوف حتى لو شكلها عاجبني ، الصوف ارتبط في دماغي بتيتة وهي بتعمل لي المفرش الصغير، يوميها أنا كُنت عيانة وسُخنة وبابا وداني عندها الصبح، كانت بتعمل لي كمادات عشان الحرارة تنزل وفي نفس الوقت بتخلص المفرش اللي مطلوب مني في المدرسة ، كان لونه سُكري بالمناسبة ومن بعده عملت لي بلوزة لونها أبيض صوف كان مصيرها بعد ما صغرت عليا انها تروح لنور وبعدها اختفت ! من ساعتها وأنا نفسي أتعلم التريكو ، بس عُمري ما أخدت الخطوة ديه لحد النهارده..
هو انا قلتلك ان الصوف بيفكرني بيك حتى لو كنا في الصيف ؟ بيفكرني بالدفا ، بريحتك اللي مالية الهدوم وبطريقة غريبة ملهاش تفسير بتفكرني بصوتك!! يمكن عشان بيدفيني برضه
الصوف بيفكرني بالسجاير ، فكرة إن الدخان بيدخل وبيتعلق في خيوطه مبيرضاش يمشي ..بلاش نتكلم عن السجاير دلوقتي


رغبة عارمة في البكاء ، إحساس بالحاجات وبالناس يفوق طاقتي ، جواب مرمي جمبي خايفة أقراه
كنت في المترو مروحة لما اتصل بيا علشان يقول لي لما توصلي البيت ابعتيلي مسج عشان ابعت لك جواب تقريه ، أول ما قفل معايا وبرغم زعلي منه ، عيطت ، حرفياً ووسط الناس...حسيت اني نفسي احضنه ، واحضن كل اللي بحبهم حتى لو بيوجعوني ولو مخاصماهم ، لما خرجت من المترو عديت على بيت جيجي وبصيت لشباكها ، كان مقفول ، وافتكرت لما رحتلها في مرة عشان اديلها جواب وشوكولاته وافرح قلبها، افتكرت سارة اللي كتبتلها جواب وملحقتش ابعته النهارده ، وسوزان عليوان وسمية ورنيم..
ولما فكرت تاني في سارة..اكتشفت في اللحظة ديه بالذات إني كل ما بحب حد اوي ،كل ما البُعد عنه بيتعبني ، الافتقاد بيتحول لا إرادياً لوجع فوق الوصف، وجع بسبب التفاصيل الصغيرة اللي قلبي معدش قادر يتحملها ، فبسكت وبخاف أقرب للي بحبهم ، بخاف امسك ايديهم ، بخاف احضنهم ، عشان أنا عارفة إني لما اروح هيبقى نفسي حد يحضني اوي  ..
أنا مش عاوزة ابقى لوحدي بالليل...نفسي في حد يقول لي إن أيوه ..اليوم النهارده خلص زي ما امبارح خلص برضه ، بس النهارده اليوم خلص وأنا  اهو لسه موجود وبكرة لو كان لينا عُمر هفضل برضه موجود، فاهمني؟ الموضوع كله متعلق بالايمان..


النهارده كنت خايفة اوي ، وانا قاعدة بذاكر ، كل ما حد ياخد كرسي من الترابيزة اللي جمبي بتخض ، كل ما حد يقوم أو يقعد ، كل ما يحصل صوت أعلى من صوت المزيكا ف وداني ، الخوف كان بزيادة ، والبرد كمان من الصبح وأنا بردانة ، رحت الكلية وبرضه كنت بردانة ،كنت هشرب بيبسي ولاقيتني بردانة فجبت حاجة سُخنة عشان تدفيني ، هو قال لي كده اشربي حاجة سخنة علشان تدفي...ودلوقتي خايفة أقرا الجواب ،وخايفة من الامتحانات وخايفة عليه منها ونفسي في حضن جامد اوي يخبيني من كل الخوف ده...


مبحبش الأسى على الذات ، مبحبش الشفقة ولا الاعلان ادام الناس اني حاسة بالوحدة ، اتربيت على إن البنات ربنا إدالهم قوة جبارة مش باينة، سحر ربتني على كده ،أنا كرهت الجواب ، كرهته اوي عشان حقيقي اوي ، وعشان حاسة اني مش عارفة ارد عليك ولا عارفة هرد أقولك ايه ، معرفش جبت الحقايق اللي فيه منين ، بس انا وأنت عارفين روح التقصي عندك ، وعارفة ان كل الحقايق قلتها لاحمد ، وانت عارف ان احمد مش هيعمل لي حاجة ، وعارف انك لوحدك ، وعارف انك غلطان في حقي ،وعارف إني ... أنا زي ما قلت عني بالظبط
بس انا مش عارفة انا ليه مش عارفة اي حاجة كده!!!

...



قرار ثوري : هجيب مفتاح وهخبي كل النوتبوكس بتاعتي..أو هحرقها لسه مقررتش
وهرد على الجواب بجواب تاني ، بس لما أعرف أهدا