23.11.12

إسقاطات


اليوم ، أفتقدك بشدة ، افتقاداً يعكر عليّ صفو يومي ويخرجني من حالة اللاحرب المصاحبة لقراءتي للقرآن والصوم كما تقول خطتي لهذا الأسبوع.

يجول بخاطري كم السعادة التي انتابتني ليلة أمس ثم أتذكر لحظات الألم التي نغصت عليّ سعادتي ، فتظهرين على رأس القائمة، تعلمين ..لم أعد أذكرك أمام المقربين ومع هذا لا أكاد أتوقف عن ذكرك وحدي، تظهرين في النكات والتعليقات التي كدتِ تقوليها قبل أن تنسحبي من بين طيات روحي بكل قوتك ،الكلمات التي لا يفهمها سوانا ، الصمت الكثيف الذي ينتهي بتنهيدة عميقة وعينان دامعتان ثم ابتسامة تنم عن استيعاب كل منا للأخرى، عن الجنون الذي مارسناه، والتعقل الذي أهديناه لبعضنا البعض .

أعتاد الأصدقاء أن يقولوا أننا منطويتان وننغمس في الأحزان حتى كواهلنا، لم أكن أشعر بالسوء حينما يقولون ذلك
لأنك كنت هنا فشعرت بالقرب منك وحسب.

هل فكرتِ يوماً بكم الكلمات الجارحة المؤلمة التي يقولها الانسان في حياته ، لم يصيبني في حياتي بالأشهر الأخيرة نصيباً أكبر من تلك الكلمات؛ لذا كنت أقرأ حروفي مئات المرات لأتجنب إيلامك وكنتِ تلقين حروفك بلا مبالاة عن قصد وبدون قصد، أخرجتي ألامك كلها نحوي، اختبرتي صبري، وأنا لم أتوقف عن تلقي الصفعات الجارحة، فصرخت بوجهك لأنني لم أتحمل لعبي دور الضحية ولعبك دور الجلاد، الأسوأ أنكِ لم تتوقفي عند هذا الحد بل أكلمتِ الفجائع بإعلانك أنني خذلتك، وأنا تردد الصوت بداخلي "عن جد؟!ايه اللي بتعمليه ده؟ "

أعلم أنني أخبرتكِ يوماً بأنني لن أترك يدك ، لكنك أنتِ من رفضتِ يدي..
كان ذلك قبل أن تبدأي باسقاطات أخطائك وتعثراتك في حياتك على حياتي الخاصة وتتوقفين عن الاستماع أو الاهتمام أو الفهم، وهنا تركتِ أنتِ يدي ولأنني سئمت الركض نحوك في كل مرة تبتعدين؛ تركت الخطوة لكِ تلك المرة الأخيرة  لتعودي فيها نحوي ولم تفعلي..

أنتهيت اليوم-وأنا أعيد قراءة أحدث مذكراتي-إلى أنني لم أعد أكتب عنكِ وأحاول تخطيك رغم رغبتي العارمة في الركض نحوك وسؤالك كيف حالك فتبدأين بالبكاء وأنا أعد كوبين من الشوكولاته الساخنة لتدفئة قلبك الصغير، أعلم تماماً أنك لن تقومي بذلك وأنا سأنهي الأمر بأن أمارس دوري المعتاد بالعودة رغم الوجع ولكن الجديد في الأمر أنني لن أمارس دور الضحية مرة أخرى ،خلاص أنتهينا..


****

فاكرة مرة من المرات اللي كنا بنتكلم فيها على النت وبقولك رغباتي الشريرة والمجنونة اللي مش هعملها فعلياً علشان مينفعش أعملها ،
ساعتها سألتك : 
"هو أنا صحيح لو عملت (كذا)...هتعملي فيا ايه؟ "
 
رديتي بدون تفكير وقلتيلي :
"هضربك بالقلم....

وبعدين هحضنك جامد"

دلوقتي أكتشفت إنك ضربتيني بالقلم ، ومخدتنيش في حضنك ،
و مسبتليش أحضان في الكون أصلاً...


(من أرشيف النوت بوك اللبني اللي عليها ورد أبيض- 
آخر حاجة ليكي هناك)*

 
****