18.10.12

النهارده..


 بوست شخصي بحت ذو أحداث واقعية للغاية..مش هيفهمه كتير


التوهان وأنت رايح مكان عمرك ما رحته قبل كده هو الشيء الأفضل على الإطلاق
الحقيقة إن ده رأيي فقط ، مش رأيي زميلي اللي فضل تايه من الساعة 12 لحد الساعة 3 الضهر النهارده في الحر.
أقتنعت برأيه لما شوفت شكله كان شبه الزومبي ازاي أول ما وصل ، بس كان نفسي أتوه عشان أوصل في الآخر ، وأنبسط بنفسي كمان وكمان.
الغريب إن نفس زميلي ده هو اللي قال لي إني تايهة حتى لو كنت في مكاني الصح..وبدأت أصدق إنه عنده حق ، أنا بعمل كل حاجة عشان مش عارفة إيه الحاجة اللي عاوزاها بالظبط !
  

...


-..آنسة.. آنسة..يا آنسة
شيلت الهاند فري من وداني اليمين علشان أسمعه كويس، فراح 
مكمل كلامه : آنسة .. هي ديه باروكة؟! سألني وهو بيشاور بإيده على بنت راكبة المترو شعرها ملون وقصير . ابتسمت له 
وقلت : لأ ديه مش باروكة ..
-بجد؟؟ طب أحلفي..

-والله ده شعرها بجد ومش باروكة

هنا بدأت ألاحظ إني بتكلم معاه كأننا صحاب ونسيت لوهلة إني بكلم طفل من أطفال الشوارع وأنا ماسكة شنطة الكاميرا والموبايل ومش خايفة! وكملنا كلام 
 - أول مرة في حياتي أشوف شعر أحمر في بني..قالها وبص للبنت وهو بيضحك ضحكة كريستوفر كولومبوس لما أكتشف أمريكا بالصدفة البحتة !

كان ولد صغير راكب في عربية السيدات وقاعد لوحده جمبي بالصدفة ، هدومه مبهدلة وواضح تماماً إنه مش وش بهدلة وإنه لسه محتفظ بنقاءه في العالم ده.

كنت بفكر ايه السؤال اللي ممكن أسأله ميوجعش طفل عنده 7 سنين ، طوله تقريباً نص طولي ،لكن معرفتش
 فسألته :هو أنت هتنزل فين؟
-أنا هنزل المنيب..أو أي حتة بفضل رايح جاي.

قال كده ونادى على بنت تقعد مكانه وقام مشي المحطة اللي بعديها وهو سايبني غرقانة في 100 سؤال جوا عقلي مش عارفة أبدأ بأنهي واحد منهم ..مشي وساب الأسئلة واتمنيت بس لو أنه يبقى حد كويس لما يكبر ، أو كنت واثقة إنه هيبقى حد كويس لما يكبر ومعرفش جالي اليقين منين..!


 .....
مبقتش قادرة أحدد إيه أحلى يوم قضيته ف STP ،كل مرة بنزل بنية إني بعمل حاجة ممكن تفيد بني آدم واحد ع الأقل ، برجع بروح معنوية وسعادة لا توصف...

النهارده حسيت إن ورايا رجالة بجد بياخدوا بالهم مني زي أخواتي ، بيتصلوا يطمنوا عليا انا وصلت ولا لأ ، ويوصلوني للمترو مع انهم مش هيركبوه أساساً ، والنهارده لما ناس حاولوا يفكروا يغلسوا علىّ في ال CIC لاقيت ناس بتقول لي ابعدي عن هنا واحنا هنتصرف..كانوا خايفين عليا بجد !

مع العلم إني مش بسكوتة وبعرف آخد بالي من نفسي بس انبسطت لوجود ناس بتاخد بالها من بعضها ، وحسيت إني بجد كتير وإني فرقت..ياسين قال لي وجودك فرق جداً معانا ، وعلمني حاجتين جداد النهارده ، اتضح لي إني مش بكره شغل ال BR للدرجادي وإنني ممكن أستفيد بدرجة أكبر وده هيشجعني أعمل المكالمات المؤجلة الويك إيند ده وأطلب أرقام تانية جديدة :)

......

رجعت من التجمع على الندوة في الأوبرا..كان نفسي ألتمس تاني عالم التدوين بعد ما بعدت عنه وحسيت إني افتقدته.. وصلت ومعرفش مكنتش مستعدة أسمع الناس بتقرأ حاجات، ولا الكلام كان أغلبه ممل وعندي حاجات أهم تتعمل ،فقعدت أتفرج على الصور في الكاميرا وأكتب وأسلم على اللي أعرفهم وأستمتع بالملل اللي كنت حاساه ،و بعت رسايل لصحابي ولما زهقت طلعت النوت بوك وقعدت ألعب أنا وهندا (O×)..بالمناسبة كده تعادُل محدش كسب ،كنت في مود تهييسي وهند كانت جمبي معرفش كنت بقول لها ايه بالتحديد بس كنا بنضحك على حاجات مش فاكراها !
 
قررنا نمشي أنا وهند وسمية بس كان لازم أكلم شخص واحد قبل ما أمشي أو أسلم عليه بأي وسيلة ،كان لازم أتأكد إنه حقيقي وإن الكون مليان دفا..
دفا بيتمثل في الراجل اللي كان لابس بدلة وقال لي أنزل فين في التجمع بالتحديد ، ودفا في الست اللي فضلت تحكي معايا ف المترو ، دفا مكالمة آلاء وأسماء 
دفا اللي كانت محتاجاه مني لما مسكت إيدي وسالتها مالك أنتِ بردانة وقالتلي أيوه بردانة..دفا إنك أنتَ اللي أستنيت أشوفه من زمان ! 
فكتبت له ورقة وسلمت عليه فيها..عرفني بسرعة معرفش إزاي ..كان نفسي أرغي معاه .. بس يومي كان بيتسرسب من بين إيديا والوقت بيقع

...

اليوم خلص..خلص تماماً وأنا حاسة إني مبسوطة ومتألقة وإن لاشيء يدعو للوجع ، حسيت حاجات كتير أوي النهارده.
 ....

اليوم خلص...وحاسة إني مفقتداك أوي وإن وجودك الشيء الوحيد اللي ناقصني دلوقتي.

...

تصبح على خير..هستناك في الحلم كالعادة