10.10.12

الساعة 2 بالليل


في العادي مش بصحى مخصوص عشان أكتب..دلوقتي أنا عملت كده

نفسي يبقى لي شقة في وسط البلد ، وبيت تاني على البحر ، وجايز كمان أتخيلني عايشة بره مصر ! المهم الناس اللي معايا ، المهم منسيبش أمور عالقة ،المهم أحس إني في بيتي..
لما كنت عند جيجي من كام يوم اكتشفت إن خوفي الوحيد من المستقبل هو إني لما أوصل لسن الستين وأبقى جبت آخري من الدنيا وتعبها ، أبص حواليا ألاقيني لوحدي..ساعتها فكرت فيك أوي مع إن الموضوع مش معقول ، كان نفسي أقولك بصوت عالي متسبنيش لوحدي؟ ممكن؟
بس صوتي كان واطي..أوطى من إنه يوصل لك
ومكنتش واثقة صوتي لوحده هيبقى كفايا عشان تقعد ولا هتحتاج أكتر من كده عشان تستوعب إني بختارك هنا وأنا بكامل قواي العقلية.


مغناطيس ما بيجذبني للناس الأكبر سناً ، يمكن الانحناءة الخفيفة في مشيتهم أو الرعشة اللي بتهدا كل ما بيسلموا عليك ،زي اللي حصل أول ما شوفت دكتور السيركيتس ، و لما قعدت مع جد رفيف في
بيته في وسط البلد ، بالتحديد في الشارع اللي فيه البورصة وفضلنا نرغي _كان صحفي زمان أيام ما الصحافة كانت صحافة _ وحكيت له عن إن الأخبار الكاذبة موجودة في الصحافة من زمان عشان يسبقوا الحدث فـ الأخطاء كانت بتحصل سهواً..يعني مثلاً أنيس منصور كتب خبر كاذب إن طه حسين مات..وطه
حسين قرأ الخبر تاني يوم وضحك.

الناس القديمة بحسها كائنات مقدسة ، شافت كتير ، قادرة في مدة لا تزيد عن 15 دقيقة تديلك كم معلومات عملاقة ، رغم إني بكره جملة "كنا زمان" بس بحب التواجد بالقرب من الحكمة المكتسبة بعد معاناة ، 
مؤخراً كتير بقيت بفتقد جدتي ، كل ما بروح المستشفى بفتكر مكانها وشكلها وهي هناك ، بتجيلي غصة وقلبي بيوجعني لوهلة وبعدين ببتسم بالعافية ، دفاها لسه ملازمنا بعد سبع سنين ، عشان كده هبقى دافية زيها لما أكبر :)


نفسي أسافر الهند..معرفش اشمعنا الهند ، يمكن عشان جدتي الروحية الكبيرة قالت أدامي إن السفرية ديه كانت من الأحلام اللي غيرت حياتها وخلتها تختار مسار تاني ، مسار أبدي . أنا مبدورش على حلم حالياً ، أو مش فاضية أحلم ، أو بقيت واقعية اوي وشايفة طريقي مرسوم منين ورايح
على فين لو الأمور مشيت على ما يرام ،ولو ممشيتش هلاقي خطة بديلة عشان بختار من دلوقتي وواقفة في نقطة حيث كل السكك مفتحة.
ولأن الأحلام مبقتش مباحة زي الأول، فرضيت بنص حلم أو أخترت حلم جديد مش مهم المعنى ، المهم إني أخترت.

رجعت أكتب في النوتة ، وكالعادة بنسى التواريخ ، مؤقتاً لحد ما أجيب نوتة أحبها هبقى أكتب التاريخ فيها متقلقش. ،
تصدق الكتابة ديه طلعت إدمان ، لما بتقعد تقول كل يوم أنا هكتب وهكتب ثم تيجي تكتب لما تروح من الكلية فتلاقي نفسك تعبت وعاوز تنام ، فتسيب الكلام مش كامل ، ويبقى عندك مليون نص من غير نهاية فتحس بالغلاسة ، وبعدين في ليلة تقوم الساعة 2 بالليل عشان حسيت إن فيه كلام واقف جواك وعاوز يطلع ودلوقتي وقته..فتروح متعرفش تكمل حاجة من النصوص المش كاملة ، وتلاقي نفسك بتكتب كلام كئيب أو شخصي اوي متقدرش تنشره هنا ولا هناك ولا في أي حتة ، وتكتشف إن كل الكتابات ديه مفيهاش غير شيء واحد مشترك أو اتنين بالأحرى...إنها عنك وإن أنا اللي بكتبها ! 

..........

حاجتين اكتشفت اني بحبهم اوي النهارده : اتصالات وأنيس منصور..