1.9.12

عندما تتجه نحو النور


أتعلم!..هي لم تتحدث بجدية لروحها ،كي تعلم مقدار السعادة التي تفتقدها في بقائها حيث وقفت بلا رغبة في التحرك..
لم تدرس الاحتمالات الكافية لترك لجام مشاعرها تنطلق _خلف شبحٍ_ خلفك...فوقعت!!
هذه هي النهاية الحتمية للبدايات غير المدروسة

كلما أخبرتني عن الرحيل والسفر تظهر نظرة الأسى على ملامحي ولا أستطيع إخفائها
"ايه مالك اتخطفتي فجأة كده؟ "
تباغتني فأتكلف الرد "لأ مفيش حاجة" وأؤكد على كذبتي البيضاء
تُصدقها أو لا تُصدق لكنك تترك الأمر لحاله في النهاية

أخبرك من وراء صوتي وفي خلفية العقل اللاواعي "أعلم أنني أُسابق الوقت وأقِرُ أنني أخاف أن تسافر وحدك...وتتركني وحدي  "

بعد سفرك مررت بالشوارع ذاتها وجلست بأماكننا المفضلة، أستمعت لدين مارتن وحدي وشاهدت فيلم "باريس أحبك" آلاف المرات وبكيت في كل مرة..صدقاً لم يغنيني عن غيابك كم التفاصيل الهائلة التي أسعدتنا سوياً وجمعتنا بلا ترتيب أغلب الوقت..

أخبرني الآن هل كان عليّ إجبارك على الغناء..حتى لا أفتقد صوتك لتلك الدرجة؟ هل كان إجبارك على الكلام سيملأني بدفئك فلا تؤرقني بهذا الشكل؟أو التشبث بك أيضاً قبل الرحيل في كل مرة سيخفف من وطأة الوَحشة التي لا أجد لها حلاً بدونك

تأخذني دوماً الأحاديث المبتذلة عن الأصدقاء والخطط المستقبلية حتى الكلمات التي لم يستطع عقلي الصغير إستيعابها وتحمسك تجاهها وحديثك بكل ثقة عنها...وانشغل...فأنسى غيابك وسط هموم اليوم ويأتي وقت العودة للمنزل فلا يتبقى بعقلي سوى القليل من التوجس والكثير منك ..وعندما أغفو وحدك تطفو إلى سطح الذاكرة


كيف تقنع أحدهم أنك لا تكون بخير سوى للدقائق القليلة التي يحادثك فيها؟

لم تقتنع وأنا لن أستطيع اقناعك

ستراه عبثاً...عبثاً أخبرك بما لا أستطيع إخبارك ..هنا
عبثاً لا أجرؤ على إجبارك على الغناء أو التانجو
أو الخروج من نطاق الزمن والعمل ودائرة الحياة المغلقة
عبثاً لم تعد تكفي نظرة الرحيل الأخيرة عند مفترق الطرق

حقاً

افتقادك اليوم...هو العبث ذاته

..
.