17.8.12

وخدتنا المراكب..وأنت مش راكب



حينما تدور بعقلي أفكار كثيرة لا أؤمن بهم جميعاً ولا أُشكِلُهم كما أريد...
وحينما تصبح أفكاري قليلة..وإيماني بهم أقوى..لا أشك أننا سننجح بالقليل
قد يحدث أن أتوقف للحظة واحدة أتساءل..ما الذي يحدث هنا؟

هي تركت حبل إيمانها..كنت أعلم ذلك
كما تركتني وتركتها وتركت الكثيرين بلا داعٍ..وأنا لن أركض خلفها من جديد
سيجعل مني الشخص الأسوأ..أنا فقط غاضبة ولن أتخذ خطوة واحدة تجاهك
لأن الجراح تؤلم حينما نقترب من مسببها..ويعيد فتحها مرة أخرى

أسألها: لماذا أشعر بكل هذا الهم والأسى إن كنت فقدت الاهتمام بها من قبل اليوم؟
تجيب: لأنك بلا شك تهتمين..
أهاجمها: وأنتِ لا تكرهين أحداً تدمع عينيك لأجله...
ثم نصمت.. وأدفع وحدي ثمن الاهتمام الصامت..ألوم نفسي كأنني من تركتها تنساب بين أصابعي وكأنني المحرك الوحيد لما يحدث . ثم بجدارة أتفاعل مع الموقف بالصدمة وعدم التصديق وإنكار الواقع مرددة : لابد من وجود خطأ ما..تعلمين!!..لا تمطر السماء لولا وجود السحب..وأنا لا أمتلك ما يكفِ لإيقاف المياه عن التبخر والتكثف قوانين الطبيعة  تفوق طاقتي فأرفض التصديق

تباغتني : نحن نتسم بالضعف الشديد الآن..
أتنهد وأردد بداخلي: الله كبير بنا أو بدوننا

.



أفكر..ربما يجب علي الغضب من الآخرين قليلاً..من يتأخرون عن موعدهم معي
ومن أنتظر لأجلهم كثيراً ولا يأتون...أو يأتون حينما أستنفذ طاقاتي كاملة
سأولمهم كما يؤلمني الانتظار...ولكني لستُ بهذا السوء
فقط..أظل أنتظر من لا يأتون...ويتحول غضبي إلى حب لحظة ظهورهم
 


.

تباغتني فكرة الرحيل والوحدة من جديد..لا أملك سوى إخراج الأوراق من الحقيبة والسير وأنا أكتب عن خوفي..وأنني أمتليء بالكثير والكثير..وأطمئنني : الله يحبني ولن يتركني اليوم حتى وإن رحل الكون بأسره

أتعلم!هذا دائماً يحدث لي

أعلق نفسي بالآخرين بشدة..فيقودني الخوف للجنون بمجرد ابتعادهم خطوات قليلة
يأكلني افتقادي لهم الليلة واليوم والغد وبعد الغد...أحاول الاختباء في التفاصيل الكبيرة والصغيرة حتى يجف بئر الافتقاد بداخلي..أنجح في عدم البوح..ولا أنجح في قتل الاشتياق أو التصريح به

في المقابل أطمئن لوجود الآخرين..أختي الروحية..توءمي المُعذب..أصدقائي الأعزاء
جميعهم..يغيبون ويعودون هكذا دائماً..لأننا موانيء بعضنا البعض

.



المرض..تخبرني صديقة أن مرضي قد يكون بسبب كثرة الإرهاق ،وأنا أُلقي باللوم على آخرين.
أبالغ في النوم وتناول المسكنات وأدوية البرد اللعينة
لعلي أتخطى أزمة الذهاب للطبيب...أُخفي مرضي عن المسافرين حتى لا أثير قلقهم
وتؤلمني رغبتي في البكاء والشكوى إليهم...إليهم فقط عما أشعر به
أحاول العمل وتنفيذ المهام التي وجب عليّ تنفيذها..ولا أستطيع 
فارس النور قد يفشل غداً أيضاً في تنفيذ المهام على أفضل وجه..لكنه سيحاول


ملاحظة:
فارس النور* قد يدافع عن أفكاره علانية ليصبح عليه أن يبذل جهدلً أكبر ليعيش وفقاً لها..وينجح في ذلك
فبرغم كل الافتقاد والأسى والمرض والأفكار السيئة والخوف لا أزال بانتظار أقل فرصة للسعادة للتشبث
بها

ملاحظة أخرى :
فارس النور أيضاً يمكنه أن يبكي لعجزه أمام الآخرين..


..

العنوان قصيدة الارض زهرية فاضية..بتصَرف
* باولو كويلو - فارس النور..بتصرُف