30.7.12

البوح في مكانٍ آخر


عن البَوح
لا أعرف الكتابة..ولا تعرفني هي الأخرى
أخبرهم مراراً أنني لست بكاتبة..أنا أدون مثلهم ، أحلام ، واقع ، عبثْ
أمارس القليل من جلد الذات على الأوراق..

أحاول المئات من المرات ممارسة الكتابة فأفتح الصفحة البيضاء لتبتلع السواد بداخلي ، فأضع نقاطاً ملونة وفراشات
وأتوه في المنتصف حينما لا أجد ما يستحق الكتابة...
 .فيملأني الخواء وأُغلق الصفحة دون خَط حرف واحد

يتساءل أحدهم في المقابلة الشخصية عن مستقبلي الكتابي..فأبتسم وأصمت

لست أدرِ سوى أنها تحررني بقدر ما تقيدني...وكثيراً ما تضمد جروحي..هي ليست مستقبلي فقط ...هي جزء مني

مثلهم جميعاً



......

سراب..

لم أجربها...تعلمين...أزمة انقضاء الأحلام لأسباب خارجة عن إرادتي
فقط تصوُرها بخيالي...كافٍ لدخولي نوبة فزع طويلة الأمد
وقعت دائماً في شباك اختيار احلامي..لذلك جعلتها واقعية ، ممكنة ، تقليدية
وتمكنت من تحقيقها ، أقصد أنني وحتى اللحظة..لم أطارد السراب
 
الله نور...سينير دربك أنا لا أقلق أبداً ، فقط أشعر بالإحباط لأجلك
وأعلم أنكِ سترضين بقدرك في النهاية ، إيمانك أقوى من إيماني
ولأنني أدرك تماماً ما تشعرين أقف بكل عجزي أمامك
وأطمئنك بكل هدوء 
"معلشي...
 .
.
لعله خير"



 ..........

ربما

يسألني ماذا حدث ليصيبني كل هذا الحزن؟

أقسم له أنه لم يحدث شيئاً وأنني بخير ، ثم أتنهد بأسى
فلا يصدقني وينتظر مني الاعتراف بما لا أعلم

ربما لست بخير ولكن لانعدام الأسباب المنطقية للحزن
فأكابر إلى أن ينقضي الوقت وأصبح هكذا فعلياً

يستفسر عن الأسباب اللامنطقية..لعلني أطمئنه ،ولا أفعل

تسيطر على عقلي كلمة "ربما"...لماذا تلك الكلمة تحديداً ؟ لأنني لا أملك إجابات حاسمة
لأي أمر في هذه الحياة ...فقط ملايين الأسئلة
عن السعادة ،الحرب ،الجنون ، الموت ،عني ،وعنك...

 
يُخبِرُني أن أكتب الأسئلة ، جميعها ، أثق به  لأنه رحالٌ يعلم أكثر مما ينبغي
، فيجيبني ونركض حول الإجابات الأخرى المجهولة
. ربما" تصل إلينا من السماء"

ونسقط في نهاية اليوم متعبين من كثرة الركض 
وعلى شفتينا ابتسامة الرضا تلك التي تكفيني


..........



خمسة أحرف



ينطقونه جميعاً بشكل مختلف عنك

نفس الحروف ونفس الاسم
لا ينطقونه مثلك أبداً

يسرعون بالمرور على الحروف..كأنها لا تعنيهم
وتمر أنت بهدوء فوق كل حرف وكأنها لا تعني أحد سواك
صوتك يضفي على اسمي التميز ..الدفء..الكثير والكثير منه

تبحث عن أحد الأسماء الأخرى لتناديني بها...ولا تعلم تلك الحقيقة
يكفيني صوتك الذي يختزل الأبجدية في خمسة حروف هي اسمي


.....

تنوير

يخبروني :
.. أن الوقت آخذ في النفاذ

ونحن نمتلك كل الوقت الذي في العالم لتصحيح المسار

لكي نحيا الحياة كما يجب ،لكي نُغمضَ جفون الألم ونحيك بعض الابتسامات الليلية
ليس هناك توقيت صحيح أبداً للبدء..ولا يمنعنا ذلك 
من اتخاذ خطوة البداية في كل مرة نسقط فيها

لحظات التنوير..
لا يمكنني تقديم قرابين الشكر...أنا فقط ممتنة لأنك تأتين ربما في أوقات لا أتوقع قدومك لكنك تأتين

وهذا هو الأهم

أبدأ من جديد ويتشبث قلبي بثلاثة أشياء ليس إلا :
 إيماني..وحبهم جميعاً..وهو..

.....


عن الثقب



تباغتني أحد أحلام يقظتي الغريبة

تستفسر عنه فأخبرك:
أشعر بأن قلبي به ثقب..يسعى لتسريب الفرح والنور من خلاله 
وحينما ينتهي مخزوني منهما أنزف، فيستهلكني
الثقب..ثم أموت وحيدة

تبتسم وتتساءل:
ومن أين تاتي الفرحة والنور؟ ولماذا لا يلتئم هذا الثقب؟
لا أجيبك وقتها..في الواقع لا أجيبك أبداً

أعود للمنزل بكل السعادة التي تركتها معي ،وأُلقي بما لا أطيق خارج نطاق الزمن
 أمسك أحد الأوراق وأكتب
 "لا ترحل رجاءاً..لأجلي"
 

ألامس الورقة بهدوء ،أُقطعها وأنثرها من نافذتي.. إلى فضاء روحك

ويُصَرِّح صوتٌ ما بداخلي
يأتي النور منك والثقب منهم..فماذا لو رحلت؟!

، أُغلق النافذة
 ،أتأمل فراشات السقف
وأغفو..
.

.