18.6.12

وقع الوقت لاقتني كبير!!


 أذكرني جيداً حينها..فتاة متوسطة الطول...أذكى ممن في نفس عمرها...تعشق ضفائر أمها..وحواديت 
جدتها...حاولت جدتها في يوم ما أن تعلمها كيفية عمل مفرش بالتريكو...لكنها فشلت!!
كانت الإبر أصغر من أن تتحكم بها..أو كبيرة لدرجة لا تحتمل

في اليوم الأول في المدرسة تعرفت على فتاة(ميم)..ولمحت أخرى(جيم) ..وصادقت ثالثة(نون)

........

أبعثر صورنا القديمة


فأجد صورتنا...جدي ، أخي ، ابن خالتي ،وأنا
جميعهم يرتدون الأبيض سواي...

 كان شعري بنياً يميل للاحمرار مبعثراً 
وأرتدي فستاناً أزرق يقف على ركبتي...كنت أصغر مما أذكر ومتشبثة 
بجلباب جدي..

ولا اعلم هل كنت أبكي؟؟

...

...

صورة أخري..


 نجلس أنا وأخي وابن خالتي..نصنع "كورة شراب" تماماً كما أخبرنا جدي لونها أسود 
كنا دائماً ما نقذفها دون قصد عند حديقة الجيران..ونذهب 


لنجلبها بالترتيب..أضعناها أكثر مما لعبنا بها على ما أذكر.

نتعب من الركض فنجرب ألعاباً أخرى...بنك الحظ..

.ابن خالتي كان مديراً للبنك دائماً...وكان يكبرني بعامٍ فقط..اعتقدت أنه 
الأذكى بيننا..كنت الصغرى وهذا ليس عادلاً أبداً

حينما أشترينا من معرض الكتاب "من سيربح المليون" وفي المرة الأولى التي 
لعبناها سوياً..سألني أخي : ما عدد لاعبي الفريق الواحد في كرة القدم...؟؟

همس ابن خالتي في أذني "عشرة غير حارس المرمى".... لم أثق به 
حينها..اعتقدت أن رقم عشرة 
أفضل بكثير من أحد عشر لاعباً...وأجبت إجابة خاطئة...وخسرت!!

..

..

صورة أخرى..

فتاة أكبر قليلاً ..ترتدي الجينز وقميص مدرسي...تقف في الإذاعة المدرسية.
تتمسك بمصحف صغير..أو يمسكها هو..تقرأ بصوت هاديء 
سريع بدرجة ما...تنتهي...تختم صدق الله العظيم...تعيد الميكروفون إلى 
الفتاة التي ذكرناها سابقاً (ميم)

..

..

وصورة مع الأصدقاء في العام الدراسي الأول

نورهان محمد عوض...

يطفو اسمها في ذاكرتي واضحاً جلياً..صديقتي الأولى في المدرسة..شعرها طويل بني ناعم بدرجة 
ما..رحلت في السنة الثانية وكنت متعلقة بها بشدة...لم أدرك سوى أنني كنت حزينة 
حتى أنه خِيل إليّ أنني رأيتها بالقرب من منزلي..

تعرفت عليها وظننت انها لا تتعرف عليّ..فعدت للمنزل أبكي لأمي 
وأخبرها انني رأيتها كانت هي بلا شك..أخبرتني أمي أنها كانت لتعرفني
صممت أنني رأيتها وهي لم تتعرف عليّ لأنني "قصصت شعري وهي لم تعتد عليه قصيراً من قبل"..؟

..

..

صورة أخرى..لفتاة ترتدي ملابس السباحة..شعرها مبتل
يبدو عليها التعب والسعادة ربما...تبتسم لعدسة الكاميرا وتحمل في 
يد شهادة تقدير مبتلة وترتدي ميدالية برونزية 
كتب عليها اتحاد الشرطة الرياضي وتمسك باليد الأخرى 
يد أخيها وقد حصل على شهادة مثلها وصندوق به هدية سيدركون فيما بعد أنها لعبة...
ولا تظهر في خلفية الصورة الموسيقى 
لكنها تتذكر تماماً صوت منير يغني "نعناع الجنينة" ..
وهي الأغنية المفضلة لدى مدرب السباحة أو كانت تظن هذا! 

....


 لم أعد تلك الفتاة بالفستان الأزرق القصير..لكني
استبدلته بآخر أطول ..واستبدلت الشعر القصير 
بطرحة هادئة غالباً..وملابس السباحة بمضرب للتنس أخضر اللون 

الفتيات الذين عرفتهم (ميم) و (جيم) ...اصبحوا بطريقة ما أصدقائي المفضلين حالياً

ابن خالتي..مهندس مدني في الصف الثاني يكبرني بعامين في الدراسة..لحقتُ به 
واصبحنا معاً ننتمي لنفس الجامعة ، كما أنني تخطيت عقدة الثقة معه..وأصبحت أجيب تماماً  كما  يخبرني في اختبارات الكلية

أخي الأكبر بثلاث سنوات أصبح شرطياً تماماً مثل أبي

جدي...رحل...كذلك جدتي...ومعهم...نورهان

_كما أننا وبكل أسى لم نجد يوماً _بعد أن كبرنا "الكورة الشراب" في حديقة الجيران


...
العنوان من أغنية مكعب سكر