4.6.12

من كوكب كيكي إلى كوكب زيجا



حينما...تُعشق موسيقى الألم



_____________

عبرت الفترة السابقة بلا ألم وحرفياً ... بلا محاولة المرور بعناء التفكير فيما يؤلم..
لا تزال الأمور كما هي..لا أزال أتردد وأخطيء ثم أخشى ارتكاب فعلي التردد والخطأ...وأنا غارقة فيهما حتى النخاع ...
يأتي الألم دائماً عند لحظات معروفة مسبقاً ..أحاول انتظاره والتأهب له...ولا يخفى عليك أنه لا يزال يؤلم..


أتذكر تلك الأغنيات جميعها التي رددتها في أذني يوماً..كنت أشعر بالحزن والوحشة المرة الأخيرة لسماع صوتك...وبكيت حينما باغتنا الوقت وانقطع الخط...بكيت أكثر مما بكيت يوم تحدثنا يوم رحيلك في المطار. 

وأتذكر أحد أروع الأيام في حياتي حينما اشترينا الحلوى وعدنا للآخرين ونحن نغني سوياً "حريـــة" نسيت أن أخبرك أنني لا أغني مع الغرباء أو القريبين..أنا لا أغني قط سوى وحدي!! لم يكن الأمر بهذا السوء..ولكنه كان بذلك السوء عندما أتى وقت رحيلك

....

لم تكن السياسة قدري..لم تكن كذلك يوماً ..كانت اختيار.. وددت لو أنها ستحسن من حياتنا ..ونسيت أنها محض كذب يبعث على الاحباط دوماً...إلى أن قٌضي الأمر و اعتزلتها حرفياً

...


للمرة الأولى..أقرر التخلي عن تلك الضوضاء..أود ترك "كيكي" والاستقرار في مكان ما بعيداً عن صخب الحياة هنا..أصبحت أماكني المفضلة ليست لي ولكن للعامة من غير المقدرين لها..فقدت الأشياء طعمها وربما فقدت أنا نظرتي لها..حتى أني أصبحت أكره التحرك  ..يومياً بالمترو في أوقات الذروة لأنني أكره التلامس الجسدي مع الآخرين..يصيبني بالغثيان والخوف والتوتر..

الشوارع أيضاً أصبحت باهتة من كثرة حكايا العابرين المليئة بالأسى و المعاناة التي تفوق تصوري وتصورك أيضاً
أعلم أن الأماكن الأخرى ليست بهذا الضيق ...رغم السعة ...الأماكن الأخرى ليست بمأساوية موطني الأول

لكنني أفكر للحظة..
ربما ستكون "زيكو" أروع بجوارك...

ثم أجفل
لأنه هناك احتمال آخر بألا أشعر بالانتماء إليها فأعود لأهيم بلا وطن.. 


...

لست أدرِ

كلما شرعت في القراءة أو الكتابة يتملكني ذلك الشعور..تعلمين!!

أفتقدك.... :(
وأفقدني