13.5.12

جواز السفر





أبكي في المشهد الأخير دائماً من كل شيء 

الأفلام/الحكايات/الحياة...يعلمون ذلك..يتوقعونه 


وينتظرونه..ففي نهاية كل يوم اصبحنا ننطلق سويا لطلب آيس كريم الشوكولا..وحينماأتعلل بأن" مليش نفس"
يجبروني على تناول مضاد الاكتئاب الشوكولاتي المفرح...
ونجلس بين هيستريا من الضحك والبكاء..هكذا نحن..أكثر الأشياء "العبيطة" تدمي قلوبنا..
وتضحكنا" الأكثر عبطاً"..

ربما لهذا يهدينا الله الكثير من القوة لتحمل الصدمات العظمى..

...

أكره المطارات/ مطار القاهرة/ المطار الجديد...وبشدة
اتخيل بأن جميع من فارقوني رحلوا عبر تلك البوابات!!فقط بتلك السهولة...يعبرون فينسون كل شيء آخر...

ينسون الوطن/ الحلم/ وأنا...ينسوني مع بقايا الأشياء التي تعمدوا عدم اصطحابها لتوفير المزيد من المساحة في الحقائب لتسع فرشات الأسنان والشعر، 
شفرات الحلاقة، وبعض الملابس الثقيلة لتجنب 
البرودة الحادثة بسبب الأشخاص والأشياء 
المهملة...مثلي

أكره المطارات لأنها المحطة الفاصلة بين موت وموات ،بين الغربة هنا والغربة هناك، بين الفراق والبقاء ،بيني 
وبينهم..

دائماً..يرحلون ولا يبقَ هناك بيننا سوى مطارات ،ومحيطات ،الكثير من الألم والقليل من الذكريات




ركبوا عربيات الوقت
وهربوا للنسيان
وتركوا ضحكات ولادن منسية ع الحيطان
تركولي المفاتيح
تركوا صوت الريح
وراحوا ما تركوا عنوااان*


.......





حينما تسير كل الأمور وتصبح على ما يرام ، فاطمئن...سيحدث شيء ما لتعكير صفو حياتك..

،تغفو بعد طول أرق..فتستيقظ على أحد تلك الكوابيس لينتابك قلق مزمن
تنتظر الحديث معهم بعد طول انتظار ويسرقهم منك قطار مسافر...أو ربما مكالمة هاتفية مقطوعة،
تحبهم بلا مقابل فتفقدك بينهم وترحل عنهم فتفتقدهم..وتصبح حياتك بهم وبدونهم تحت مسمى 
الاستحالة.

أو على الأقل كما العادة تعبث بك أطراف ذاكرتك البعيدة وتتحد مع الحياة ضدك .

نادراً ما يباغتني تأثير الزكريات طالما أنشغل بالأشياء الكثيرة
ربما اتيقن ذلك ولهذا تعجبت حينما طل اسمه من بين ذاكرتي..أنا لا أذكر الأسماء لا أذكرها أبداً وأتذكرالوجوه بصعوبة ،

أمر بمحض الصدفة أمام منزله فأتوقف للحظات لألملم شتات قلبي النابض بشدة 

اسأل أحد الحراس

"لو سمحت كان فيه محامي ساكن هنا قبل كده...؟"
"...آه كان فيه...."
"بجد؟"
"بس...ده مات من زمان، هو أنتِ مش من هنا؟ "
"أنا....مات!!!"

 لست أدر ما الذي حدث تماماً ، لا أذكر عمري حينها، ولا أتذكر سوى ملامحه الهادئة 
التي لم تفزعني ، لم أخشاه كما أخشى الغرباء حينما يهدونني الحلوى، لا أذكر سوى طعم حلواه في المرةالوحيدة التي قبلت فيها الحلوى من الغريب....

" أرحل سريعاً مرددة " الله يرحمه ويحسن إليه

لم يعد الموت شيئاً غريباً..حتى وفاة زميلة كانت معي لأربعة سنوات ،مقتولة!! لم يعد بالصدى القديم عندي.

فقط يجعلني ذلك أتذكر كل من أهتم بهم بالزملاء الآخرين، أخي ،أصدقائي ..وتنتابني أحد نوبات الفزع ولا أهدأ داخلي..

فقط أدعو أن أسبقهم إلى الله ...واقرأ للآخرين الفاتحة


...........



العنوان قصيدة لمحمود درويش وغناء مرسيل خليفة
* وينن - فيروز