26.8.11

الأبيض لا يخيف

فراغ أبيض كبير كمحيط نسي أن يتلون بالأزرق ففقد أصالته وأصبح..وجوداً لا موجود
أشبك أصابعي بقوة وأحتضنهما فوق صدري لا يشبه شعوري الخوف ولا يقترب من الألم.
أغمض عيني بهدوء وأدرك أنني لم أكن أبكي أفتحهما مرة أخرى لأجدك أمامي مرتدياً الأسود
..أتدرِ بدوت كالملائكة .أعلم أن الملائكة لا ترتدي الأسود في العادة
لكنك بدوت هكذا وسط هذا الوجود الناصع ...الملائكة ترتدي الأبيض فقط عندما يسود الأسود..
تتساءل عينيك إن كنتُ بخير فأنظر إلي لأتأكد أنني لازلت حية وأخبرك بلا صوت أنني بخير.
تمتد يديك باتجاهي لتمسك يدي..فأرسل يدي نحوك..لكنها لا تصل
أقع بلا وزن للوراء وأسقط..فيبتعد كل شيء فوقي وتبتعد يداك لم أعد أراك...الأبيض يعميني عن رؤيتك
أشبك يدي من جديد بقوة أكبر هذه المرة فوق صدري
كأنني أصلي بلا صلاة وأنتظر الاصطدام بالقاع..إن كان هناك قاع في الأساس
لا أشعر بالهواء المحيط..لا أهتز
أشعر بأنني أقاوم ولا أقاوم. سأموت حتماً الآن...
أهدأ بعد مرور لحظات أو ساعات وأنا أسقط
لا بأس بذلك ليس هناك داعٍ للفزع

الموت..حق ..الأبيض كذب
أكره الأبيض ولكنه لا يخيف ربما لأنني لم أعد بيضاء
برغم ذلك استحق أمنيةً ولو واحدة..
أصلي صلاتي الأخيرة بلا صوت وأغمض عيني..أصرخ بداخلي يا الله بعض السلام..هب لي من لدنك سلاماً هب لي بيت وأرض صغيرة وملاك يرتدي الأسود فيسكنني الأمان

استشعرك في قلبي تطمئنني
سيسكننا..وسيكون كلانا بخير..عندما أصل للقاع
..إن كان هناك قاع!
.
.