13.8.10

أشياء عادية تحدث

"تعود على اعتبار الأشياء العادية..أشياء يمكن أن تحدث أيضاً"


في البداية والنهاية يظل هذا هو الواقع،أوليس الموت في النهاية شيئاً عادياً

بل هو على قمة تلك الأشياء الاعتيادية مثله مثل الحب ..والمرض..والحياة!!


وبرغم ذلك نظل ننكر حدوثه لنا ونقتصر منه على الآخرين فقط برغم واقعيته..

فالموت يبقى مجرد موت..


بدأت في الانغماس في الكتابة حينما اتى النادل محضرا قهوتي التي طلبتها..

وللحظة شعرت بصعوبة خروج الكلمات فأومأت له شاكرة


لا ادري حينها تحديداً هل كنت أنت من رأيته يعبر الشارع اثناء جلوسي في هذا المقهى..

كنت أنت أو شخصاً يشبهك تماماً برغم اختلاف الطول

لا ادري لماذا لم اركض نحوك كعادتي وابتسم قائلة "بخ..اتخضيت مش كده؟"

لماذا لم اتعلق برقبتك واقفز نحوك بتلقائية؟

لماذا لم احاول حتى التحرك من مقعدي؟

لم ارد تصديق انه انت ..فقد ذُهلت حينما رأيتك تغيرت بهذا الشكل ..

كنت أقصر كثيراً منذ رأيتك المرة الأخيرة..

منذ فترة طويييييلة ربما تفوق عمري بأكمله...

بدوت حزيناً حزناً غريباً لم أعهده عليك من قبل ،

حتى ظهرت لي أقصر عدة إنشات ؛لأنه كما اخبرتك سابقاً أن

الحزن قوة جاذبة تشد لأسفل ، تسحب الرأس والكتفين إلى الأرض،

كأن الجسم في حزنه يمسي واهناً خفيفاً فتستقوي الجاذبية عليه وتستشرس..

ولم تصدقني حينها ..


اكتفيت بمراقبتك حتى اختفيت عن ناظري وارتشفت القهوة المُرة التي احضرها النادل

واخذت تتزاحم في فكري الجمل..

كل الجمل التي لم تتوقعها من من قبل ولم استطيع اخراجك من تفكيري

حتى بعد عودتي للمنزل..وشرودي الغريب الذي أصابني

والآن وأنا أقف أمام قبرك بعد رحيلك..

سأتمكن أخيراً من قول ما لم استطع اخبارك به من قبل..

دون الخوف من الخطيئة والأثم في الحديث ودون البحث

عن ترتيب منطقي للكلمات

لقائنا كان شيئاً غير عاديا اثبت لي انه

يمكن حدوث اشياء عادية (الحب)تلي الاشياء الغير عادية (لقائنا)

والآن عدت لنفس الدائرة

واقتنعت ان موتك.. مجرد أشياء عادية تحدث

..