2.1.10

دقــــات الساعة


تك تك تك ..


تجلس في حجرتها متأملة السقف في ظلام الحجرة الدامس

الذي لا يكسره سوى شعاع ضوء نابع من الصالة خارج حجرتها..وصوت الصمت سائد لا يجرحه سوى صوت دقات الساعة



تك تك تك تك تك...



نظرت إلى الساعة للمرة السابعة والعشرين حتى الآن منتظراه



تك تك تك تك تك تك تك ...



قال لها أنه لن يتأخر..سيأتي..هي واثقة من ذلك لم يكذب عليها من قبل أو يتأخر



تك تك تك تك تك تك تك تك تك تك...



تحركت يديها بتلقائية بحثاً عن شيء من الشوكولاته التي أحضرها لها أمس..

ولكنها لم تجد شيئاً منها لقد نفذت..



تك تك تك تك تك تك...



لن تنتظر أكثر نفذ صبرها ..انتظرته كثيراً


قفزت من على سريرها ... خرجت إلي الشخص الوحيد

في الصالة الواسعة الصامتة ،

ثم ...صرخت بشدة برغم رقة صوتها ودفئه في تلك الليلة الباردة



"يووووووه ، هوا مش هييجي بقى"



وهربت دمعة صغيرة من عينيها فظهرت تحت ضوء النجفة كزهرة تجمعت عليها بضع قطرات من الندى في الصباح الباكر تحت ضوء الشمس

ذهبت إليها وحملتها بين ذراعي واحتضنتها بشدة وانا اجفف

دموعها..فانهارت الصغيرة بين يدي




" أنا زهقت أوي وهوا مبيجيش بقاله ساعة واتنين وتلاتة..."


ابتسمت إليها واخبرتها دون النظر إلى عينيها مباشرة كي لا تدرك كذبي



"هوا قالك أنه هييجي ..يبقى هييجي.."




تحتضني بشدة أكثر من قبل وتمسك يدي بيديها الصغيرتين

..تسحبني لا أدري إلى أين...

ثم أخيراً توقفت أمام صورتنا نحن الثلاثة معاً في الصيف الماضي..





شعرت بقلبي يتكسر إلى أجزاء نانوية لن أتعجب إذا سمعت صوت تحطمه الآن..

ليس هذا سببه رؤيتي لها تتألم ولا لاشتياقها المجنون أو للوعتي لرحيله ولكن





...لأنني الوحيدة ف الغرفة التي أيقنت حقيقة ان كل شيء سوانا أنا وهيّ في هذه الصورة ذهب

...ذهب دفء الصيف...البحر...السماء و.....هو ذهب معهم ..




أُخفي دمعة كادت تفر وأقبلها ثم احملها إلى حجرتها ...



وحتى تهدأ .. احتاج الأمر لكوب من الكاكاو وقطعة من الشوكولاته من نوعها المفضل.. وأخيراً نامت محتضنة الصورة بجميع تفاصيلها...الصيف..البحر ..السماء..الشمس....وصورته..



نامت تاركة خلفها صمتاً لا يكسره سوى دقات الساعة ..



تك...تك...تك..تك..تك

...