12.11.09

اعذروني...لست خبيرة بالآلام




انا لست خبيرة بالقبور لأنني لم أمت يوما ...ولست خبيرة بالقصور لأنني لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب.


ولست خبيرة بالمشاعر لأنني لم احب يوماً...


لست خبيرة بالهمسات لأن صوتي كثيرا ما يعلو عن الهمس...


ولست خبيرة بالتاريخ وبأمس لأنني لم اعشه يوماً...


كما أنني لست خبيرة بالآلام لأن آلامي ،من النوعية الطبيعية...


آلام فراق...احساس بعدم التقدير...خيانة...ايديا اتلسعت من الشاي...صباعي مدوحس...وأشياء من هذا القبيل



ولكني عندما اعترفت بأنني لست خبيرة لم اعني تلك الآلام العادية


ولم اعني ألم إن واحد يقف تحت عمارة ويسقط عليه قالب طوب يجيب أجله فلا اعتقد انه ستكون لديه فرصة ليشعر بالألم ف الأصل..


ولكن ما عنيته هوا ذلك الألم حينما يقف فتى ف العاشة من عمره _وربما أصغر من ذلك _أمام دبابة من الحجم الكبير



ولأني لست خبيرة بأنواع الدبابات فتقريبا هيا مقاس 8XL


ويقذف حجر صغير على تلك الدبابة، فترى طلقات عديدة تخترق جسد ذلك الطفل الهزيل...هذا هو الألم الذي عنيته ،ولكني تعجبت من الابتسامة المرتسمة على وجهه في التليفزيون
وتساءلت..

هل شعر بالألم ..اعني هل كانت لديه الفرصة ليشعر به أم أن شعوره بالنصر والنجاح تغلب على هذا الألم؟؟


ماذا عن والدته ،أصدقائه،اخواته ،هل شعروا بالألم الذي شعرت به وأنا مجرد...مشاهده؟


أم طغت مشاعر الانتصار على الحزن والألم..


لا اعلم فكما قلت أنا لست خبيرة بالألم...ولكن بدأت اعتقد أن الألم عندما يكون لهدف...لرسالة...للحق ... وللإيمان..يكون متعة وليس ألماً


فهل ألم الأم عند الولادة يعتبر ألماً ؟؟اشك


ولكن ما يؤلم حقاً الا نستطيع تخيل مشاعر من أمامنا وألمهم ونقف كمن يتابع مسرحية أو مسلسل ويكتفي بعد كلمة النهاية بالتصفيق الحار للبطل المتألم.



..بجد إحساس مخجل يشعرني بألم حقيقي


وبعد كل هذا لا اظنني خبيرة بعد بالآلام ، فاعذروني..